دور الزواج الاسلامی فی نشر السلام الانسانی

النكاح عبارة عن عقد بين طرفين، وهما المرأة والرجل، فيصيران من خلاله زوجين يتكاملان سويّا،ً وبه تستمر الذرية ويتكاثر النسل البشري. ورغم اشتراكه مع سائر العقود فإنّه عقد يحتاج إلى إيجاب وقبول إلا أنه يتميز عما سواه بخصائص سامية ؛ إذ عبره يصير الطرفان كالخيطين المتشابكين المعقودين فيشكلان واحداً متصلاً. ولعقد النكاح شروط متعدّدة في غاية الأهمية، وهي تارةً شروط واجبة لا يصحّ العقد دونها كالصيغة اللفظية، وإذن الولي في الصغير والصغيرة والبكر البالغة، وأخرى مستحبة كشرط الإشهاد والإعلان. كما هناك حقّ للمرأة وهو اشتراطها لبعض الشروط الجائزة ضمن العقد. وكلّ هذه الشروط إنّما هي عبارة عن شروط وضعت حفاظا على هذا العقد وقدسيته، وهدفت إلى تنظيمه وترتيبه وإلى نشر السلام والأمن والاطمئنان عند الزوجين وفي المجتمع. فإنّ الصيغة اللفظية تفرّق بين النكاح والزنا، وتُحافظ على عدم اختلاط الأنساب إذ هي الميثاق الغليظ، وبها يُوَثّقُ ما لا يُوَثَّقُ بالكلام الموثّق بالإيمان والعهود. أما ولاية الأب على الصغير والصغيرة، فإنّما جعلت لمصلحة كل من الصغير والصغيرة، وحفاظا عليهم وعلى مستقبلهما وهي مشروطة بعدم المفسدة بل الهدف من هذا الشرط مراعاة مصلحة كل منهما . أما ولاية الولي على البكر الرشيدة، فيظهر نشر السلام والأمن من خلال أنّ ولايته تمنعها من سوء الاختيار في زمن كثرت فيه التحديات التي تواجهها، كما تحافظ على حقوقها وسلامتها منع ا لحدوث المشاكل والطلاق في المستقبل. أما الإشهاد فعدم وجوبه، إنّما هو من سماحة الإسلام إذ لم يشدد في الزواج، أما استحباب الإعلان ففيه نوع من الصيانة لحقّ المرأة ولأهلها من التهمة والوقوع في الشبهات. أمّا حقّ المرأة في اشتراطها أمراً جائزاً ضمن العقد، فأثره يظهر في الحفاظ على حياة كريمة لها وهو ضمان لها لتحقيق بعض مطالبها المباحة وذلك منعا للرجل من حجبها عنها من خلال العقد. كلّ هذه الشروط لها دور مؤثر في نشر الأمن والسلام على الأسرة والمرأة بالخصوص، وبالتالي على المجتمع الإسلامي. وهَ د ف البحث إلى الإجابة عن السؤال عن ماهية الشروط المرتبطة بعقد النكاح الدائم والتي لها دور في نشر السلام والأمن، وماهو دورها. ولقد أثبت الدور المؤثر للشروط في نشر الأمن والسلام بالأدلة المعتبرة معتمداً المنهج الوصفي – التحليلي.

Keywords:

السلام , المرأة , الرجل , عقد النکاح , شروط , أحکام.